التعويض المالي لعمر خضر: أغلبيّة الكنديّين تعارض التسوية
أثار قرار الحكومة الكنديّة بتقديم تعويض مالي قدره 10 ملايين دولار لعمر خضر استياء شريحة واسعة من الرأي العام حسبما أفاد استطلاع للرأي اجرته مؤسّسة انغوس ريد.
وجرى الاستطلاع بين السابع والعاشر من تموّز يوليو الجاري 2017.
ورأى ثلثا الكنديّين المستطلعة آراؤهم أنّ الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو قامت بخيار خاطىء وكان من الأقضل ان تتابع القضيّة امام المحاكم.
وكان عمر خضر في الخامسة عشرة من عمره يوم ألقت القوّات الأميركيّة القبض عليه في أفغانستان واتّهمته بارتكاب جرائم حرب.
وقد أقرّ بأنّه رمى قنبلة باتّجاه الجنود الأميركيّين، أسفرت عن مقتل الجندي كريستوفر سببير وإصابة رفيقه لاين موريس بجروح خطيرة.
وتقول المحكمة العليا الكنديّة إنّ الحكومة الكنديّة انتهكت حقوق عمر خضر عندما تقاسمت مع الأميركيّين معلومات تمّ الحصول عليها تحت التعذيب أثناء اعتقال خضر في غونتانامو.
وردّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو على الانتقادات الموجّهة وردّ على اسئلة الصحافيّين بشأن التعويض المالي والاعتذار لعمر خضر.
شرعة الحقوق والحريّات تحمي الكنديّين جميعا، كلّ واحد منّا، حتّى لو لم يكن ذلك مريحا. والمسألة لا تتعلّق بتفاصيل قضيّة خضر ولا بميزاتها، وعندما تنتهك الحكومة أيّا من حقوق الشرعة، تنتهي بدفع الثمن قال جوستان ترودو.
تقول الاعلاميّة تاشا خير الدين في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّ الكنديّ العاديّ ينظر بشيء من الاستياء إلى قيمة التعويض المرتفعة.
وتذكّر بأنّ ماهر عرار تلقّى تعويضا مماثلا ولكنّ قضيّته مختلفة ولم يكن متّهما بقتل جندي أميركي.

وتشير إلى ما أظهره الاستطلاع من أنّ نسبة مرتفعة من الكنديّين ما زالت تنظر إلى عمر خضر على أنّه إرهابيّ أم يمثّل تهديدا خلافا لما يعتبره عمر خضر نفسه.
فقد أعرب خضر في مقابلة مع تلفزيون راديو كندا عن أمله في أن ينظر الناس إليه بعد اليوم كعمر خضر وليس إلى الطفل الجندي أو كقاتل أو إرهابيّ وأن ينظروا بالأحرى إلى ما هو عليه اليوم.
وتعتبر خير الدين أنّ موقف الكنديّين لا يصبّ لصالح الحكومة الليبراليّة الذين يرون أن جوستان ترودو أكثر ليونة ممّا يرغب به الكنديّون في مجال مكافحة الارهاب حسب قول تاشا خير الدين.
ويتوقّع المحلّلون أن تعود القضيّة إلى الجدل مع استئناف الدورة البرلمانيّة العاديّة الخريف المقبل.
تبقى الاشارة أخيرا إلى أنّ الاستطلاع جرى بين السابع والعاشر من تمّوز يوليو الجاري وشمل 1512 كنديّا ويبلغ هامش الخطأ فيه 2,5 بالمئة 19 مرّة من أصل عشرين.
(المصدر: مي أبو صعب- هيئة الإذاعة الكندية)
أضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
التعليقات مغلقة.