ترودو أمام الأمم المتحدة: تركيز على الشأن الداخلي

خطاب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر اليوم كان أشبه بعرض تاريخي للعلاقات المتوترة  تاريخيا بين سكان كندا الأصليين والمستعمرين الأوروبيين ومختلف الحكومات الكندية المتعاقبة منذ تأسيس الكونفيديرالية الكندية أي منذ مئة وخمسين عاما، مع إشارته إلى أن كندا لم تتكون منذ مئة وخمسين عاما فقط إنما قبل ذلك مع وصول المهاجرين ووجود المستعمرات، ومع وجود الأمم الأولى منذ مئات السنين. مع تركيزه على أهمية المصالحة.

الخطاب كان أشبه ب “ميا كولبا” أي أنا مذنب واعتراف بالذنب وانتقاد الذات بشجاعة، إذ قلما تعترف الحكومات بأخطاء ارتكبتها .

قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أمام ممثلي مئة وثلاثين دولة:

” لقد كان السكان الأصليون ضحايا حكومات عمدت إلى إعادة كتابة تاريخهم المميز ومحو لغاتهم وثقافاتهم عبر فرض تقاليد وطريق حياة استعمارية”.

وأضاف: ” إن عجز الحكومات الكندية المتعاقبة عن احترام حقوق السكان الأصليين في كندا يجعلنا نشعر بخجل كبير.”

واستعرض ترودو بكثير من التفاصيل، معاناة السكان الأصليين منذ بدء الاستعمار حتى اليوم، وأوضاعهم الصعبة وارتفاع نسبة الانتحار في صفوفهم واضطرارهم إلى قطع مسافات طويلة لتلقي العلم، وتعرض النساء منهم إلى العنف، وأكد التزام كندا الكلي بالشرعة التي أعلنتها الأمم المتحدة حول السكان الأصليين.

وثمة سؤال يطرح نفسه: إذا كان رئيس الحكومة الكندية يسعى إلى استعادة مقعد لكندا في مجلس الأمن الدولي عام 2020، فلماذا اكتفى في كلمته اليوم بالتحدث عن شؤون داخلية صرف ولم يتطرق إلى الملفات الدولية ودور كندا في العالم؟

بهذا المعنى يتساءل الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية رافاييل بوفيه أوكلير:

“أين الوعد الذي قطعه ترودو بعودة الالتزام الكندي بقوات حفظ السلام الدولية فثمة دول أعضاء في الأمم المتحدة تنتظر ما إذا كانت كندا ستنفذ التعهد وتخصيص مبلغ خمسمئة مليون دولار وإرسال ستمئة جندي وهناك دول إفريقية تتمنى الحصول على المساعدات الكندية في هذا الخصوص”

وفي الشأن الدولي دائما، يتابع رافييل بوفييه أوكلير:

ترودو مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتييريز
ترودو مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتييريز © Youtube

” لم يتطرق ترودو إلى الملفات الدولية من مثل الوضع في كوريا الشمالية وميانمار وعند سؤاله عن هذا التقصير في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إلقاء كلمته اكتفى بالتعبير عن قلقه وأسفه وكان شديد الحذر في تعليقه على تهديد الرئيس الأميركي بتدمير كوريا الشمالية وكذلك في رده على سؤال بشأن ما يجري في إسبانيا ومسألة انفصال كاتالونيا عنها.

وليس من شك أننا سنعرف مواقفه من كل هذه الأمور عند عودته إلى كندا، إذ أن أحزاب المعارضة ستنتقد بدون شك عدم تطرقه إلى الملفات الدولية الساخنة وستطالبه بأجوبة صريحة وواضحة.

(بيار أحمراني -راديو كندا الدولي/CATV)

أضغط هنا لقراءة المقال الأصلي

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

التعليقات مغلقة.