مهمات حفظ السلام: مقاربة كندية مختلفة عن المعهود

السعي الكندي للمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية لم يتبدل، ما تغير هو المقاربة. بمعنى أن كندا باتت مقتنعة بأن إضافة بضع مئات من الجنود إلى المئة والعشرة آلاف جندي دولي المنتشرين في مناطق النزاع لن تغير الكثير ولن يكون لها أي تأثير يذكر.

وهذا التوجه يصب في تيار المقاربة الجديدة التي تعتمدها الأمم المتحدة لتلبية حاجات السلام في العالم.

وهذا التوجه ليس جديدا فقد أعلنته وكررته الحكومة الكندية منذ أكثر من سنة في إطار تصميمها على العودة إلى الساحة الدولية بعد غياب طويل خلال حكم المحافظين.

وقد أعرب عنه مجددا رئيس الحكومة جوستان ترودو خلال انعقاد المؤتمر الدولي حول مهمات السلام في مدينة فانكوفر:

“موقف الأمم المتحدة كان واضحا جدا إذ أن ما يخدمها أكثر ليس النوع التقليدي من مهمات السلام الدولية ، إنما هي بحاجة أكثر إلى المزيد من المرونة والتخصص في مقاربة مهمات السلام وهذا هو ما تستجيب له كندا حاليا وتظهر عبره روحية القيادة”.

لكن هذا التوجه لقي انتقادات كثيرة من بعض الأوساط المهتمة بمهمات السلام الدولية، وقد عبر عنه فرانسوا أودي مدير المرصد الكندي حول الأزمات الدولية والمهمات الإنسانية قائلا:

” خيبة الأمل كبيرة وهذا ليس رأيي وحدي فقد تواصلت مع عدد كبير من الوسط الدولي ، خيبة أمل لأن الحكومة لم تعلن أي جديد ولا موارد جديدة لا بل بالعكس إذ أنه لا ينم فقط عن غياب روح القيادة لكني أعتقد أن كندا تفوت فرصة فريدة لتثبيت وجودها على الساحة الدولية خلال اللقاء المهم في فانكوفر”.

قوات حفظ السلام في مالي
© MISNUMA (Mission multidimensionnelle intégrée des Nations Unies pour la stabilisation du Mali)

وثمة إشكالية أخرى ، يضيف فرانسوا أودي:

” كندا تسعى حاليا للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي، وهذا المقعد يحصل عليه بالاستحقاق أي عبر استثمارات وعقد اتفاقات وحضور على الساحة الدولية والتمتع بروح القيادة الحقيقية فالمسألة لا تقتصر على الخطابات والأقوال إذ نشعر حاليا ليس في كندا فحسب إنما أيضا على الصعيد الدولي أن الخطاب السياسي ليس كافيا  ، وما سمعناه اليوم كان مخيبا جدا للآمال”.

يبقى أن تبدل المقاربة لا يعني التخلي عن مبدأ حفظ السلام، وكندا هي أصلا من أسس قوات حفظ السلام الدولية بمبادرة من وزير الخارجية الكندي ، ورئيس الحكومة لاحقا، ليستر بي بيرسون خلال أزمة السويس عام 1956.

(بيار أحمراني -راديو كندا الدولي/CATV)

 

أضغط هنا لقراءة المقال الأصلي

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

التعليقات مغلقة.